بناء الأهرامات قبل وصول اليهود إلى مصر بـ 1260 سنة
وجه فرعون سؤالا الى موسى عليه السلام في حواره معه (...قال فما بال القرون الأولى؟)
فأجاب موسى عليه السلام (قال علمها عند ربي في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى)،
هذه الحادثة تجسد الفرق بين القرآن الكريم والتوراة فيما يتصل بحجم المعلومات التاريخية،
ففي القرآن تفصيل دقيق تناول:
1- حياة ابراهيم عليه السلام، معتقداته وصراعه مع قومه وأبيه وتحطيمه الأصنام، هجراته، والاختبار الأقسى على نفسه في أمره بذبح ابنه إسماعيل ، الى بنائه الكعبة المشرفة.
2 - حياة يوسف عليه السلام من مرحلة الصبا الى (توفني مسلما وألحقني بالصالحين) و(لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب).
3 - قبل هؤلاء نوح عليه السلام، لبث في قومه ألف سنة الا خمسين عاما، الى (..وحال بينهما الموج).
4 - وقبلهم جميعا، آدم عليه السلام، في الجنة ثم في الدنيا الى أن قتل قابيل أخاه هابيل،
بتفصيل تناول حتى دور الطائر الغراب في دفن القتيل.
لم يكن لدى موسى عليه السلام شيء كثير من هذا البيان التاريخي الدقيق الذي جاء به القرآن الكريم
بالرغم من أن التوراة كانت أقرب زمنيا من القرآن الكريم الى تلك الحقب السحيقة،
وقد دعا الفضول فرعون الى سؤال موسى عن تلك الحقب لولعه بمثل تلك الأخبار،
ولكننا نعرف أن ذلك لم يكن لينفعه، فقد رأى آيات مبهرات اعترف السحرة بدلالتها على صحة نبوة موسى عليه السلام، ولكن!
لقد تسبب الخلاف بين بني اسرائيل في انقسامات بينهم فأخبرهم القرآن الكريم بما يرتب لهم تسلسل تاريخهم
(إن هذا القرآن يقص على بني اسرائيل أكثر الذي هم فيه يختلفون) فقد بلغ بهم الأمر أن يلعن بعضهم بعضا، وكانوا يتنازعون مع النصارى في الأفضلية،
خاطبهم القرآن بالمنطق البديهي: (وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه، قل فلم يعذبكم بذنوبكم؟ بل أنتم بشر ممن خلق)
كما استخدم معهم حجة التسلسل الزمني، عندما تنازعوا في أن إبراهيم كان يهوديا أو نصرانيا، قال القرآن الكريم: (يا أهل الكتاب لم تحاجون في إبراهيم وما أنزلت التوراة والإنجيل إلا من بعده أفلا تعقلون؟).
مناسبة هذا الحديث أن العقل الغربي، والأميركي تحديدا، شغوف بالرواية التاريخية، وبالذات للحقب الزمنية السحيقة،
ولأن اليهود لا يتورعون عن الكذب وتحريف المعلومات فقد أخبروا الغرب أنهم هم من بنى الأهرامات،
سمعت مناحيم بيغن يقول هذا عبر التلفزيون عندما زار مصر 1976 (أجدادي بنوها كعبيد)
والصحيح أن رسالة موسى عليه السلام بدأت في عام 1280 قبل الميلاد، بينما تم بناء الأهرام قبل ذلك التاريخ بـ 1260 سنة،
حيث تم البناء سنة 2540 قبل الميلاد، واستغرق البناء 80 سنة، يومها لم يكن العبرانيون قد وصلوا الى مصر بعد،
للمزيد من الاطلاع www.nationalgeographic.com.
وقد استثمرت الدعاية الدينية اليهودية نقص المعلومات لدى الإنسان الغربي فشجعت السياحة الى الآثار الفرعونية باعتبارها تمثل جزءا من تراثهم من زاوية المظلومية اليهودية في مصر، وجودة أداء الإنسان اليهودي، وهي منظومة متكاملة من الكذب، لم تجد من يفضحها، ولست أقول هنا ان السائحين الى مصر جميعا قد جاءوا لهذا الغرض،
إلا أن الدعاية اليهودية لا تفوت نشاطا مثل هذا، يلامس ما تريد زرعه في ذهن الغرب دون أن تستفيد منه بطريق الكذب،
وواجبنا هو استثمار تلك السياحة ثقافيا بشكل صحيح وبغير تحريف للمعلومات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق