الخميس، 6 مارس 2014


هل أنت مستعد للزواج ؟

              إن الاستعداد للزواج يتطلب استعدادا من جوانب شتى، استعدادا نفسيا واستعدادا فكريا 


واستعدادا ماديا وثقافيا ودينيا .



أولا : الاستعداد النفسي :


هل أنت فعلاً تريد الزواج وأنت مستعد له أم أنك تريد الهروب و تبحث عن مخرج من واقعك المحزن 

الأليم !

إن الظروف السياسية والظروف الاجتماعية وضغوط الحياة عامة تسبب للإنسان الاكتئاب والتوتر 

تجعله يفكر ويبحث عن مخرج ومـتـنفس يجعله يشعر بالسعادة النـفـسـية والارتياح .

 بعض الناس يلجأون إلى المخدرات وبعض الناس يلجأون إلى المعصية والسهرات والعلاقات ، 

وآخرون يفكرون في الزواج ، ظناً منهم أن كل ما سبق هو الحل الأمثل للسعادة والارتياح النفسي .

قال لي أحد الأصدقاء ذات يوم أنه وجد فتاة أحلامه ( زوجته حاليا ) في وقت لم يكن يبحث فيه عن 

الحب والزواج . بمعنى أن حالته كانت مستقرة تماماً .

 لم يكن مكتئباً ولم يكن مضغوطاً نفسياً أو عصبياً ، ولكنه كان في حالة تركيز على مستقبله وأحلامه    

وأهدافه ، مما جعل اختياره صحيحاً وتفكيره سليماً . 

أود أن أقول من هذا أن لا تجعل الزواج احتياجاً نفسياً لك . إذا أنت مكتئب أو متوتر أو مضغوط نفسيا 

أو خرجت من علاقة عاطفية غير ناجحة , فالزواج ليس تدريباً روحانياً ( يوجا ) أو العلاج النفسي 

الذى تبحث عنه ليجعلك تشعر بالسعادة و الاستقرار .

لا تبحث عن مصدر لسعادتك . أو عن شخص يجعلك سعيداً . فأنت الوحيد القادر على إسعاد نفسك .

 أنت الوحيد الذي بإمكانه معرفة وكيفية عمل ما يسعدك لأنه لا أحد يعرفك أكثر من نفسك .

حدد أهدافاً لحياتك .

أهدافا على المدى القريب وأهدافاً على المدى البعيد ونَوَّع من أهدافك .

 اجعل لك أهدافاً دينية وأهدافاً فكرية وأهدافاً رياضية وأهدافاً اجتماعية وأهدافاً تعليمية .

 واصنع لنفسك جدولاً يومياً و جدولاً أسبوعياً واملأ وقت فراغك بقدر المستطاع .




ثانيا : الاستعداد الفكرى :

إذا لم تحدد في عقلك صورة و مواصفات لشريك حياتك وإذا كنت ممن يقولون ( بنت ناس – بنت حلال 

– طيبة ) فأنت غير مستعد للزواج بعد . 

كيف تعرف مواصفات شريك حياتك؟ تعرف شخصية شريك حياتك من شخصيتك أنت. قبل أن تفكر فيها 

فكر في نفسك أولا. من انت؟ ما هي شخصيتك؟ ما هي أهدافك؟ ماذا تحب وماذا تكره وكيف تصف 

طريقة تعاملك مع الناس؟ ومن إجاباتك عن هذه الأسئلة ستتشكل لديك صورة لشريك حياتك شكلا 

وموضوعا وخلقا وطباعا وديناً .... إلخ

1- بالنسبة للشكل: كن صريحا مع نفسك واسأل نفسك ماذا تحب ( الجسم الطويل أم الجسم القصير – 

النحيف أم الممتلئ – البشرة البيضاء أم السمراء – الشعر القصير أم الطويل .... إلخ) .

يدخل من ضمن الشكل أيضا الملابس. كيف تريد ملابسها (طويلة – قصيرة – عباءات – جيبات – 

بنطلونات – خمار – نقاب – لا غطاء .... إلخ ) و بالنسبة للبنات أيضا كيف تريدين شكله و ما هي 

الملامح التي تتخيلها. وكن واقعيا. فلا تحلم بفتاة تشبه ممثلة من الممثلات الاجنبية او عارضة أزياء 

وكذلك للبنات كوني واقعية وليس خيالية.

2- السن : الفارق طبيعيا ما بين الثلاث و خمس سنوات و الأقصى 7 سنوات....... اما فوق العشر 

سنوات فلا يسمح به في العادة لان الزوج سيكون من جيل و الزوجة من جيل آخر .... وهذا بشكل عام 
.
ولكن تأتى حالات فردية بفارق سن كبير ... وربما كان ذلك مطلب للزوج أو الزوجة ... و تعتمد على 

الشخصية و مطلبها. فإذا كان هناك شخصية طفولية و تزوجت رجل يكبرها في السن ربما كان هذا في 

مقاييسنا خطأ و لكن بالمقاييس النفسية ربما كان صوابا. فهذا الشخص يشبع فيها رغبات تبحث عنها. 

إذن العلاقة الزوجية عبارة عن حاجات متبادلة تم اشباعها و ان تكسرت الاعمار حول ذلك.

2- الجانب الاجتماعي:

مهم جدا أن تتزوج من نفس المستوي الاجتماعي الذي نشأت فيه. ويدخل في هذا الإطار (عمل الأب 

وعمل الأم – عمل شريك حياتك او الشهادة التي حصل عليها – المدينة والمنطقة التي تربى فيها – 

البيت – الأخوات .... إلخ ). كل هذه الأشياء ستكون جزء من حياتك في المستقبل إذا تم الزواج.

3- الجانب الديني والأخلاقي : قال رسول الله صلي الله عليه و سلم (إذا جاءكم من ترضون دينه و 

خلقه فزوجوه) ... لم يقل الرسول إذا أتاكم الصائم القائم المجاهد، و لم يشترط الرسول درجة تدين 

معينة و لكنه اشترط الرضا (ترضون) بهذه الدرجة أو هذا المستوى.

فعليك أن تكون راضيا بدرجة تعمق هذه الفتاة أو هذا الرجل في الدين. الأمر الآخر، لم يكتفي الرسول 

في الحديث بالدين فقط ولكنه استخدم (واو المعية) أي الاخلاق مع الدين حرصا على أهمية الأخلاق. 

هناك القائم الصائم الذاكر لله كثيرا ولكنه لا يملك نفسه عند الغضب ويسب هذا ويلعن هذا. وهناك من 

النساء المغطاة والقائمة الصائمة أيضا ولكنها تغتاب كثيرا وتؤذي من حولها بالكلام.

فيجب النظر إلى الأخلاق الإسلامية في الشخص مثل (الصدق – الاحترام – الصبر – الكلمة الطيبة – 

الصوت المنخفض – التقدير – الحياء – الكرم .... إلخ )

4- الجانب الثقافي :

و يتضمن هذا الجانب شهادة و تعليم الطرف الآخر, الثقافة السياسية و الثقافة و الاجتماعية و الثقافة 

الدينية أيضا.

فماذا يقرأ وماذا يشاهد ولمن يسمع و ما آرائه. وأيضا الأهداف والأحلام الذي يتمنى هذا الشخص 

تحقيقها و كيف يرى نفسه بعد عشر سنوات.

5- الطباع:

الطباع هي السمات الشخصية أو نوعية الشخصية. فناك شخصيات كثيرة منها

الانبساطية: تتميز هذه الشخصية بأنها اجتماعية، معبرة عن ذاتها ومشاعرها بشدة، متحدثة ثرثارة.

المريحة: من صفاتها الثقة، الإيثار، الإيجابية. وهذه الشخصية محبة، ذات طباع اجتماعية إيجابية.

المجتهدة: هذه الشخصية على مستوى عال من الفكر، جيدة في السيطرة على الانفعالات، ذات سلوك 

موجه نحو أهدافها، صاحبة ضمير عال، منظمة، مهتمة بالتفاصيل.

العصبية: وتتميز بـأنها غير مستقرة عاطفياَ، قلقة، غير متزنة، تميل إلى الحزن.

المتفتحة: ذات خيال واسع وبصيرة، وذات ميول واهتمامات مختلفة.

وهناك الشخصية المرحة والشخصية الخجولة والشخصية الاجتماعية والشخصية الانطوائية و 

الرومانسية و العملية و النرجسية والاحتياجية والشخصية الطفولية والشخصية الكذابة و الشخصية 

اللوامة .... إلخ . فعليك التعرف على تلك الشخصيات المختلفة وتحديد ما تحب و ما تكره.


وأخيرا ... يجب أن تكون اختياراتك معقولة و منطقية بالمقارنة لك. فلا تسرح بالخيال وتترك الواقع. 

كما أنك ربما في النهاية تتزوج من لا يتسم بكل مواصفات شريك حياتك التي خصصتها. فهذا نصيب 

وقدر ولكن علينا الاجتهاد أيضا .



ثالثا : الاستعداد الثقافي للزواج :

هل أنت مستعد ثقافيا للزواج ؟ ما هي ثقافتك عن الزواج ؟ ماذا قرأت ؟ و لمن سمعت ؟ ماذا تعرف 

عن الزواج و عن المرأة و عن الأولاد و عن كيفية التصرف في مختلف الأمور و عن العلاقات 

الزوجية وخلافاتها ؟ .

إن معظم الشباب قرأوا كثيرا عن الثقافة الزوجية أو بمعنى أصح ( الثقافة الجنسية ) , أما الفتيات 

فمنهم من قرأ عن تنظيف المنزل و طبخ الأكل و منهم من قرأ عن حقوق الزوج و كيفية معاملته في 

الدين و منهم من اكتفى بمشاهدة الأفلام الرومانسية و ظن ان الزواج هو مقابلة أمير الأحلام الذي 

سيأتي إليها راكبا الحصان الذهبي .

إن الثقافة الزوجية تنقسم إلى ( ثقافة نفسية =علم النفس - ثقافة دينية - ثقافة جنسية - ثقافة تربوية )

 أما عن الثقافة النفسية فأقترح أن تكون هي أول شيء يقرأ عنه المقدم على الزواج. إن عقل و بنية 

الرجل تختلف تماما عن عقل و بنية المرأة فـيفـسر كل منهما تصرف الآخر بطريقة خاطئة فتبدأ 

الخلافات . مثال على ذلك أن الرجل لا يتكلم إلا لهدف معيّن، فهو لا يقصد الحوار بذاته أي لأنه يريد أن 

يتكلم فقط، إنما يقصد الحوار لتحقيق غاية معيّنة مثال إثبات الذات، جلب المصالح، المناقشة والمنافسة، 

كسب العلاقات العامة ..

لذلك نرى الرجل يتكلم خارج المنزل أكثر من داخله، ويستعمل كل أسلحته خارجاً للفوز ولتحقيق 

أهدافه، وعند عودته إلى المنزل نراه قليل الكلام لأنه بذل مجهوداً كبيراً في الخارج ولم تبقى لديه 

الطاقة التي تعينه..

كذلك فإن المنزل بالنسبة لمعظم الرجال هو المكان الذي لا يتوجب عليه الكلام فيه، فهو قادم للراحة 

فالراحة للرجل هي الابتعاد عن المنافسات والمناقشات الطويلة، الراحة بالنسبة للرجل هي عدم الكلام.

كما أن الرجل لا يستخدم الحوار إلا إذا أراد أن يستفسر عن أمور معيّنة أو يتحقق من واقعة، ونادراً ما 

يتحدث الرجل عن مشاكله إلا إن كان يبحث عن حلّ عند خبير، لأن بنظره "طلب المساعدة هو علامة 

ضعف أو عجز." .

يجد الرجال صعوبة قصوى في التعبير عن مشاعرهم وقد يشعرون بأن كيانهم مهدد إن أفصحوا عن 

ذلك، وهذا ما يدفعهم للتعبير عن مشاعرهم بطرق أخرى مختلفة عن الحوار.

أما عند الزوجة ..... فتشعر النساء بقيمتهن الذاتية من خلال المشاعر ونوعية العلاقات التي تقيمها مع 

الآخرين. فإن الحوار والتواصل بالنسبة للمرأة هي حاجة ضرورية وملّحة، هي حاجة نفسية فإن لم 

تشبعها يحدث لديها اضطراب.

وقد تلجأ المرأة إلى تصريف هذه الحاجة من خلال إقامة العلاقات الاجتماعية والمشاركة في جلسات 

حوارية مختلفة خارج المنزل، وبالرغم من أنه يلبي حاجة في نفسها إلا أن الزوجة لا يمكن أن تشعر 

بقيمتها الذاتية إلا من خلال إشباع حاجة الحوار لديها مع زوجها.

فإن كان الزوج من النوع الذي لا يحاور زوجته أو لا يصغي لحديثها، فإن الزوجة تفسّر ذلك بأنه لا 

يحبها ولا يقدّرها، وهذا بالتالي يؤثر على نفسية الزوجة فتقوم بردود فعل تجاه الزوج مسيئة للعلاقة 

الزوجية

فعليك أيها الزوج أو الخاطب بالقراءة في هذه المواضيع على الانترنت او الاستماع الي محاضرات من 

بعض المواقع الإلكترونية و التي ستساعـدك في تحليل تصرفات و ردود فعل زوجتك في مختلف 

المواقف.



رابعا : الاستعداد العقلي :


- اختيار التوقيت المناسب للزواج، والناس في هذا الأمر طرفان ووسط، إما سن مبكرة جدا غير قادرة 

على تحمل المسئولية، وإما سن متأخرة تكون فيها زهرة العمر قد ذبلت .

أما عن السن المبكرة فيبدأ التفكير في الزواج عند بعض الأشخاص في فترة الجامعة. إن الشباب 

والفتيات يفتنون فتنة كبيرة عند بداية دخولهم الجامعة. فهذه أول مرة يختلطون فيها ببعض ( في أكثر 

الأحوال ). فيحب الولد أول بنت تتكلم معه وتحب البنت أول ولد يبتسم لها و خصوصا لأنهم في سن 

المراهقة و تكون المشاعر و الأحاسيس في ذروتها. و طبعا يكون الحب قويا لأنه الحب الأول ولأنهم 

يتقابلون كل يوم لمدة أربع سنوات , فيصبح الحب تعودا أو إدمان و يظن الاثنان أنهم شركاء مدى 

الحياة و أن بمجرد الانتهاء من الجامعة سيتقدم الشاب للأب الذي سيوافق و يتوج حبهما بالزواج.

ولكن تكون النتيجة هي الرفض و يحدث الإنفصال. فالشاب غير مؤهل لا نفسيا ولا عقليا ولا ماديا أن 

يتزوج في هذا التوقيت أو لاختيار شريك الحياة عامة. و لكن الضغط النفسي و العصبي الذي تسببه 

المذاكرة و هرمونات المراهقة تجعل الانسان يبحث عن مصدر للسعادة و الارتياح و الاستقرار النفسي 

و عن سبب آخر ممتعا يدعوه للذهاب إلى الجامعة (غير التأمل في عيون المحاضر ) فيحب فتاة و 

يكون صادقا في حبه و لكن الظروف بعد التخرج تمنعه من تنفيذ وعده للفتاة , لأنه يدرك انه بحاجة 

إلى العمل و السفر و بناء مستقبله العلمي و الوظيفي.

فالقاعدة يا شباب أنك لن تقابل شريكة حياتك في الجامعة (ملحوظة: هذه القاعدة لكل قاعدة استثناء 

ولكننا نأخذ بالقاعدة و نقيس بها و ضع دائما في عقلك أنك القاعدة و لست الاستثناء) و لكن بما أن 

الاختلاط أمر و لابد منه فأنصحك بأن تشغل نفسك في الجامعة بنشاطات مختلفة للترفيه و منها ( 

الاشتراك في الفريق الرياضي - فريق الفنون – الفريق الديني – الفريق الأدبي ..... إلخ ) أو اخترع 

أنت فريق جديد و رتب مسابقات بينهم مثل فريق للعبة الشطرنج أو أي لعبة أخرى. وإذا حدث و لزم 

التكلم مع الفتيات فاجعل الحديث وسط الجماعة و ليس حديثا منفردا مهما كانت الأسباب .

أما عن السن المتأخرة , فنصيحتي لك أيها الشاب أن لا تجعل السفر أو مستقبلك العلمي و المهني 

ينسيك نفسك و تمر سنوات حياتك و انت من غير زوجة و أولاد و تقل فرص القبول بك لكبر سنك . 

كما ان شخصيتك تتغير أيضا مع تقدم العمر وتميل إلى الهدوء والعقلانية الزائدة وهذا مهم للزواج ولكن 

من المهم أيضا أن تكون قريب من سن أبناءك ومن سن زوجتك التي ستصغرك بست أو سبع سنوات 

وأن تكون عندك الطاقة لتلبية رغباتهم الترفيهية.

وهذه الكلام يسري على الفتيات أيضا. فلا تتسرعي بالزواج و أنت في الثانوية أو في الجامعة, فعليك 

الانتهاء من تَعْليمك أولا والحصول على شهادة ربما تحتاجيها في المستقبل إذا لم ينجح الزواج وأردت 

العمل. كما أن مسؤوليات الجامعة كثيرة و مسؤوليات الزواج أكثر و سوف تثقلين على نفسك و على 

صحتك إذا ما جمعت بينهما .




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق